القلق النفسي العام هو أحد اضطرابات القلق المنتشرة كثيراً بين ناس، والتي يكون فيها الإنسان في حالة منالترقب والتوجس الدائم والمستمر، ويكون الإنسان في حالة توقع مستمر لأخبار سيئة أو أحداث سيئة أو مشاكلأو أي حدث سيء في المستقبل، ويكون في حالة من التوتر والخوف، والإحساس بأن شيئاً ما سيحدث فيالمستقبل.
مشكلة هذا الاضطراب أنه يجعل الإنسان في حالة مستمرة من الشد والضغط النفسي، والذي قد يؤثر على مجرياتحياته اليومية، وعلى علاقته بالآخرين، وعلى إنتاجيته في حياته العملية والدراسية والمهنية وغيرها.
أهم أعراض القلق النفسي العام:
ترافق القلق النفسي العام، جملة من الأعراض النفسية، كالشعور بالخوف وعدم الأمان وقلة التركيز وسيطرةالتفكير السلبي عليه وتوقع حصول الاحتمالات السيئة في كل شيء، أو المصائب، وأيضاً ينتج عن هذا التفكيرالسلبي تصرفات سلبية وسلوكيات سلبية في التعامل مع الآخرين، كالحذر الزائد، وتجنب الكثير من المواقف فيأحداث اليومية.
أيضا هناك الأعراض الجسمانية للقلق، مثل: الإحساس بالشد المستمر والتوتر المستمر في عضلات الجسم ككل،مثل عضلات الرقبة والظهر، عضلات البطن، الاضطرابات في الجهاز الهضمي، الغثيان، آلام المعدة والإسهال،وأيضاً صعوبة في التنفس، لذلك يصاحب القلق النفسي صعوبات في النوم، والإحساس بجفاف الحلق، وصعوبةالبلع، والإحساس بالاختناق، وزيادة دقات القلب أو عدم انتظام ضربات القلب، وأحياناً برودة في الأطراف، أوحرارة في الأطراف، أو التنميل أو التعرق.
تشخيص القلق النفسي العام:
هناك بعض المعايير لتشخيص حالة القلق النفسي العام، أهم هذه المعايير هو وجود حالة من عدم الاطمئنانوالخوف والقلق الدائم التي تغلب على معظم ساعات اليوم، وتغلب على معظم أيام الشهر، وتستمر لعدة أشهرتقريبا لمدة 6 أشهر بشكل متواصل، وتسيطر على جميع أحداث الحياة والأحداث اليومية في حياة الإنسان.
وهنالك صعوبة بالغة في التغلب على الشعور بالقلق والهم والخوف، ويصاحب هذا القلق أعراض مختلفة منهاشعور بالتوتر، وشد في الجسم، والخوف الدائم والمستمر، وسرعة ردة الفعل لأي حدث، سهولة الإنهاك والتعب،صعوبة التركيز وقلة الانتباه، سرعة الانفعال والعصبية تجاه أي حدث، شعور بشد في عضلات الجسم، صعوبةالنوم ودائماً لا تكون هذه الأعراض بسبب اضطرابات النفسية أخرى مثل وسواس القهري أو غيرها مناضطرابات القلق، ونوبات الفزع أو الرهاب الاجتماعي، وإنما تكون هذه الأعراض بمعزل عن أي اضطراب نفسيآخر حتى نشخصها كحالة القلق النفسي العام.
وأيضاً يجب أن لا تكون ناتجة عن استخدام الدواء أو العقاقير أو المخدرات أو غيرها من مواد يتعاطها الإنسان،وأيضا يجب أن لا تكون ناتجة عن أي اضطراب عضوي، مثل اضطراب في الغدة الدرقية.
فهذا القلق وما يصاحبه من أعراض جسدية عادة ما يؤدي إلى اضطراب وتدهور في أداء المريض في حياتهالعملية وحياته المهنية أو الدراسية أو في علاقاته الاجتماعية.
أسباب القلق النفسي المستمر:
إذا أردنا أن نتحدث عن أسباب القلق النفسي العام فهناك عدة عوامل تلعب دورها في ظهور هذه المشكلة، منهاالعامل الوراثي، فهو يحدث بين النساء أكثر من الرجال، وأيضاً مع وجود الضغوط النفسية تزداد هذه الحالة فيحياة الإنسان.
ومما يزيد من حدوث القلق في حياة الناس، الضغوط الحياتية المختلفة، الضغوط الأسرية، الضغوط المهنيةوغيرها.
مع العلم أن وجود أمراض عضوية، وخصوصاً أمراض الهرمونات، أو اضطراب الهرمونات، أو استخدام الأدويةأو العقاقير قد تؤدي إلى حدوث القلق بين الناس.
من الأسباب التي تسبب حدوث القلق بين الناس، أن البعض بطبيعته وبطبيعة شخصيته يكون قابلاً للقلق، فيصبحأكثر عرضة لحدوث القلق، مثل أصحاب الشخصية الوسواسية، أو الشخصية الهيستيرية أو الشخصية الحدية.
من الأسباب العضوية أو التفسير العضوي لحدوث القلق، وجود اضطراب في إفراز بعض النواقل العصبية فيالدماغ، وتحديداً في خلايا المخ، مثل زيادة الإفراز مادة الأدنيرالين، وأيضاً نقص إفراز بعض الهرمونات.
بعض الدراسات أثبتت أن القلق منتشر بنسبة ما بين 3 إلى 8 في المئة بين عامة الناس، وهو لدى النساء ضعفنسبته لدى الرجال. وهناك بعض الاضطرابات الأخرى التي تتشابه في أعراضها مع اضطراب القلق النفسي العام،مثل بعض الأمراض العضوية التي يجب أن نستبعدها بإجراء بعض التحاليل والفحوصات حتى نتأكد أنه ليس هناكسبب عضوي يسبب هذه الأعراض، مثل الاضطرابات في الهرمونات كما ذكرنا، أيضاً الآثار الجانبية لبعض الأدويةوالمنبهات، حتى المخدارت قد تسبب أيضا القلق.
الاكتئاب النفسي قد يصاحبه أعراض القلق، كنوبات الفزع ونوبات الهلع، وقد يصاحبها أيضاً الرهاب بأشكالهالمختلفة سواء كان الرهاب الاجتماعي أو رهاب محدد، وأيضاً مخاوف من أشياء محددة، كالوسواس القهريواضطراب القلق ما بعد الصدمة. كل هذه الاضطرابات قد تسبب حالة من القلق النفسي العام.
علاج القلق النفسي:
هناك بعض النواحي العلاجية، منها العلاج الدوائي وهو من خلال استخدام العقاقير التي قد تؤدي إلى تعديلمستوى النواقل العصبية في خلايا الدماغ، وبالتالي تؤدي إلى تخفيف حدة الشعور بالقلق والخوف وسيطرة علىجميع أعراض القلق السابق ذكرها.
أيضاً هناك العلاج النفسي، والذي يهدف إلى تعديل الأفكار السلبية، وتغيير السلوك غير الصحي لدى الإنسان،والذي يكون عبر السنين، كمحاولة التكيف مع القلق، والدعم المعنوي، وإعادة الاستفسار لدى المريض بهذاالعلاج، وهذا التغيير في الأفكار والسلوكيات يهدف إلى نقل المريض من التفكير السلبي والسلوكيات السلبية إلىالتفكير الإيجابي والسلوكيات الإيجابية.
وإذا ما تم الدمج بين العلاج السلوكي المعرفي وبين العلاج الدوائي فإننا سنحصل على أفضل نتيجة علاجية للقلقالنفسي العام.
كل ما يتعلق بالقلق النفسي
4/
5
Oleh
shl